/ الفَائِدَةُ : (97) /

27/03/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / التَّرابط بين الاِشتقاق اللُّغوي والاِشتقاق التَّكويني / إِنَّ الاِشتقاق اللُّغوي آية ومُنبِّه (إِنِّي) على الاِشتقاق المعنوي، والاِشتقاق المعنوي آية ومُنَبِّه (إِنِّي) على الاِشتقاق التَّكويني الوجودي، نظيره: التَّرادف: (اللُّغوي)، و(العقلي)، و(الوجودي)، فعَالَم الدلالة يدلّ على عَالَم المعنىٰ، وعَالَم المعنىٰ يدلُّ له على عَالَم الحقائق والوجود وهو الأَصل، وبالتَّالي الاسم الصوتي واللَّفظي قنطرة ودالٌّ على الاسم المعنوي، والاسم المعنوي قنطرة ودالٌّ على الاسم الوجودي وهو الأَصل، وكُلّ واحدٍ منها على طبقات؛ وكلُّ طبقةٍ منها مرآة لِـمَا فوقها. ثُمَّ إِنَّ المعروف في العلوم العقليَّة: أَنَّ أَيَّ معنىٰ يُشتق من آخر كان المعنىٰ المُشتق ليس بأَزلي، وإِنَّما حادث وفقير وممكن ومعلول لِـمَا اُشتق منه (1). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لا بأس بصرف النظر في المقام الى القضية التالية : إِنَّ الصيغ أَو القوالب الَّتي تُسَكّ فيها كلم العربيَّة تبلغ زهاء أَربع مائة صيغة، بل بعض العلماء فصَّلها إِلى خمس مائة وأَلف صيغة، لكلِّ صيغةٍ معانيها، وكثيراً ما تشترك بعض الصيغ في التَّعبير عن معنىٰ واحد؛ كالفاعليَّة أَو المفعوليَّة أَو الآليَّة أَو المبالغة. وبالجملة : تبلغ صيغ العربيَّة في إِجمالها نحو أَربع مائة صيغة، لكن لم تُحدَّد معانيها ـ سوآء كان في كُتُب الصرف وغيرها ـ إِلَّا نحو سبعين صيغة، مع أَنَّ هذا من صميم عمل اللغويِّين عامَّة والصرفيِّين خاصَّة